Ads 468x60px

الاثنين، يوليو 16

حواسب الماك Mac تحتاج إلى برامج لمكافحة الفيروسات

لم تعد هناك أوهام تنتاب مستخدمي نظام تشغيل ويندوز بشأن جوانب الأمان على الإنترنت منذ فترة طويلة، إذ يتعين عليهم توخي أقصى درجات الحيطة والحذر مع ضرورة تثبيت برامج مكافحة الفيروسات على الحواسب المزودة بنظام تشغيل مايكروسوفت.
وعلى الجانب الآخر، يتوهم الكثير من مستخدمي أجهزة الماك من شركة آبل الأمريكية بأنهم بمنأى عن التعرض لاختراق الفيروسات والأكواد الضارة، لكن الأيام أثبتت عدم صحة هذه المزاعم منذ اختراق فيروس فلاش بلاك لآلاف الأجهزة العاملة بنظام تشغيل
آبل مؤخراً، وبدأت الشركات المطورة لبرامج مكافحة الفيروسات في الترويج لمنتجاتها المخصصة لأجهزة الماك.
غير أن الاختبارات أثبتت أن مثل هذه البرامج المخصصة لأجهزة الماك لا تتمتع بكفاءة جيدة، ويؤكد الخبراء على أنها لا تفعل شيئاً حيال الأكواد والبرامج الخبيثة، بل إنه يمكن مواصلة استعمال أجهزة آبل بدون أية برامج لمكافحة الفيروسات، بشرط توخي الحيطة والحذر.
وتجدر الإشارة إلى أن فيروس فلاش باك اخترق آلاف من أجهزة الماك خلال شهر أبريل 2012، حيث استغل برنامج التروجان هذا ثغرة أمنية كانت موجودة في أكواد الجافا للوصول إلى نظام تشغيل الماك عبر المواقع الإلكترونية الخبيثة.
وسرعان ما تعرضت آلاف أجهزة الماك العاملة بنظام التشغيل OS X للإصابة بهذا الفيروس الخطير، حيث تم استخدام الأجهزة المُصابة لإرسال رسائل بريدية مزعجة (Spam). وهنا ظهر التساؤل التالي: هل تمكنت برامج مكافحة الفيروسات من إيقاف هذا التروجان؟ والإجابة كانت بالقطع لا.
نتائج مؤسفة
وتزخر الأسواق حالياً بمجموعة من برامج مكافحة الفيروسات المخصصة لأجهزة الماك، منها ستة برامج اختبرتها مجلة «Maci» الألمانية عن طريق مجموعة من الفيروسات المحددة خلال شهر نيسان/أبريل الماضي. وعلى الرغم من تحديث البرامج حتى منتصف مايو إلا أن النتائج جاءت «مخيبة للآمال».
وأوضح الخبراء الألمان هذه النتيجة المؤسفة بأنه لم يتمكن أياً من هذه البرامج من التعرف على جميع فيروسات الماك، على الرغم أن التحديثات كانت تسبق الأكواد الضارة بأسبوعين على الأقل، علاوة على أن الكثير من هذه الفيروسات معروفة منذ سنوات. وفي واقع الأمر لم يوفر أي برنامج حماية حقيقية ضد اختراق فيروس فلاش باك.
وحتى بعد مرور عدة أسابيع أخرى لم تتعرف برامج مكافحة الفيروسات الخاضعة للاختبار على جميع أنواع الأكواد الضارة الموجودة بأجهزة الماك. كما أن التحديثات التي طرحتها شركة آبل بعد ذلك لم توفر للمستخدم مستويات أمان أكثر من التي يوفرها أي برنامج لمكافحة الفيروسات؛ حيث إنها رصدت 82 % فقط من الفيروسات في أحسن الأحوال.
ولا تزال هذه البرامج بعيدة عن النسبة التي تتمتع بها برامج مكافحة الفيروسات المخصصة لنظام الويندوز، التي تتمكن عادةً من اكتشاف 90 % أو أكثر من الأكواد الضارة والبرامج الخبيثة بأجهزة الكمبيوتر.
وعلاوة على ذلك لم تتمكن برامج مكافحة الفيروسات المخصصة لأجهزة الماك من التعرف على سلوكيات الأكواد الضارة بشكل جيد، كما أنها لم توفر حماية كافية ضد برامج التصيد (Phishing).
ويرى الخبراء بأنه يمكن التخلي عن استعمال برامج مكافحة الفيروسات لأجهزة الماك في الوقت الراهن، ويقول تيم غريزا، من المكتب الاتحادي لأمان تقنية المعلومات بمدينة بون غربي ألمانيا، :''من وجهة نظرنا لم تعد هذه البرامج ضرورية؛ لأن فيروس فلاش باك لم يغير من وظيفة هذه البرامج في شيء''.
الحيطة والحذر
ومع ذلك يتعين على مستخدمي أجهزة الماك توخي الحيطة والحذر، مع ضرورة التحلي بحدس سليم عند تصفح مواقع الإنترنت، ومن ضمن الاحتياطات الواجب اتخاذها عدم التسرع في فتح مرفقات البريد الإلكتروني.
وأوضح الخبراء أن ملفات الأوفيس أو الفلاش أو أدوبي ريدر تعتبر أيضاً من المنافذ التي تستغلها الأكواد الضارة لاختراق أجهزة الماك، فضلاً عن تثبيت البرامج من مصادر مشبوهة. وينصح الخبير الألماني تيم غريزا بتحديث التطبيقات ونظام التشغيل بصورة منتظمة، ومن الأفضل أن يتم ضبط وظيفة تحديث البرنامج «Software Update» على وضع التحديث يومياً «Daily».
وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 90 % من أجهزة الكمبيوتر في العالم تعمل بنظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز، لذلك لا عجب في أن اهتمام مبرمجي الفيروسات والأكواد الضارة لا يزال منصباً على هذه السوق الكبيرة. وعلى الرغم من ذلك فقد أثبت فيروس فلاش باك أن نظام تشغيل ماك OS X لم يعد بعيداً عن الإصابة بالفيروسات.
وأوضح البروفيسور تورستن هولز، المتخصص في أمان نظم التشغيل بجامعة بوخوم الألمانية، أنه في حالة حدوث هجمات على نظام تشغيل آبل، فإن أجهزة الماك تكون غير محمية بالقدر الكافي في كثير من الأحيان؛ لأن مستخدمي أجهزة الماك التقليديين يهملون تحصين أجهزتهم ببرامج مكافحة الفيروسات.
وأضاف البروفيسور الألماني أن برنامج مكافحة الفيروسات ليس إلا جزءاً من منظومة الأمان، ولذلك فإنه لا يوفر درجة حماية بنسبة 100%. علاوة على أن مثل هذه البرامج لا تزال في حاجة إلى مزيد من التطوير وخاصة برامج مكافحة الفيروسات المخصصة لأجهزة الماك.
وإلى جانب تثبيت التحديثات بصورة منتظمة، يتعين على مستخدمي أجهزة الماك توخى الحرص والحذر عند تصفح مواقع الإنترنت، وينصح البروفيسور الألماني تورستن هولز، قائلاً :''لا تقم بالنقر على كل الروابط التي تصادفها، بل إن التشكك وعدم الثقة في مواقع الإنترنت يمكن أن يجنبك الكثير من المشكلات''.
وفي الوقت الراهن توفر أغلب متصفحات الإنترنت حماية من هجمات التصيد الإلكتروني. ومَن يرغب في مزيد من الحماية ضد المواقع الخبيثة، فيمكنه مثلاً اللجوء إلى نظام شبكة الثقة (WOT)، والذي يقوم بالتحقق من مدى مصداقية مواقع الإنترنت اعتماداً على التقييمات والملاحظات التي يتم كتابتها بواسطة المستخدمين الآخرين، علاوة على أنه يقوم بتحذير المستخدم إذا لزم الأمر قبل فتح موقع الويب.
وبالإضافة إلى ذلك يمكن لبعض التغييرات الطفيفة في إعدادات المتصفح أن تعمل على تحسين درجة الأمان على الإنترنت بدرجة كبيرة. ويقول الخبير الألماني تيم غريزا :''ننصح دائماً بتفعيل أكواد الجافا عند الحاجة إليها فقط''.
مزيد من الأمان
كما قامت شركة آبل الأمريكية ببعض الإجراءات لتوفير المزيد من الأمان لعملائها، حيث يتعين على المستخدم قبل تشغيل أي برنامج من الإنترنت، منذ نسخة نظام الماك المعروفة باسم Leopard، تأكيد مصدر هذا البرنامج (File Quarantine). أما نسخة النظام المعروفة باسم Snow Leopard فتأتي مزودة بوظيفة التعرف على الأكواد الضارة (Xprotect)، غير أن اختبار مجلة «Maci» الألمانية أوضح أن هذه الوظيفة لم تقم بالتحذير إلا مرة واحدة فقط.
أفضل البرامج
أوضحت نتائج الاختبار الذي أجرته مجلة «Maci» الألمانية على ستة برامج لمكافحة الفيروسات أن أفضل هذه البرامج هو تطبيق Kaspersky Anti-Virus 2011 والذي تمكن من التعرف على 82 % من الفيروسات والأكواد الضارة، أما برنامج Sophos Anti-Virus فقد جاء في المرتبة الأخيرة بنسبة 78%. ولا تزال هذه النسبة ضئيلة مقارنة بالمعدل الذي تحققه برامج مكافحة الفيروسات المخصصة لنظام مايكروسوفت، والتي تزيد على 90%.

0 التعليقات:

إرسال تعليق